السبت، 23 يوليو 2011

اللى حصل النهاردة .. والغلطة الغبية

أولا :
أنا هأحكى اللى حصل من الأول للأخر ، عشان فيه كام نقطة كدة لازم يتحسمو
نزلت حوالى الساعة 5 لأى كنت المفروض هستنى المسيرة عند المجلس العسكرى ، وأطمن الناس وألاغيهم لو فيه حاجة
نزلت الحدايق لقتها مقفولة قفلة وسخة ، وبيفتشو واحد واحد وأنا أساسا بطاقتى ضايعة من أسبوع ، فقلت أركب لدير الملاك وأخرم وأروح لجامع النور ، وحصل
أول موصلت الشارع ، لقيت أحمد غربية وفضلنا ماشيين لغاية جامع النور ، لفت نظرى أن الناس كانت بتأمن اللى رايحين جامع النور ، وكان فيه عيال صغير بتقولنا "هيطلع دين أبوكو " ، المهم وصلنا أدام المسجد وكان الجيش مقفل الطريق والكوبرى بمدرعات كتير ، فالناس أعدت تهت وكان فيه تفاؤل رهيب بيننا ، ساعتها كنت إنضميت لمصعب وشلتنا ، وسبتهم وروحت مع حرارة وأمشير وسلمى وشادية ، و شوية لقينا أهالى من فوق سطوح أحد العمارت بيححدفو علينا طوب
فردينا عليهم ، لكن لأنهم على أرتفاع 4 أدوار فكانت المسألة صعبة ، وناس منهم كانت بتهدى ومننا كمان ، لكن كان واحد منهم يهدى وخمسة يضربة رجالة وستات ، راح الجيش ضارب نار فى الهوء لمدة خمس دقايق متواصلة محدش رجع مننا ولا خاف ، وفضلنا ، لغاية ما جه أهالى من شارع جانبى بالأسلحة والمولوتوف والطوب لضربنا ، فضلنا نقاوم فيهم بتاع ساعة الا ربع
بعد كدة حصل اللى إتوقعته وجه الأهالى من مستشفى الدمرداش وكان عددهم كبير ، إستمرت المقاومة 3 ساعات كاملة لغاية ما مشيت لما عرفت أن سلمى أغمى عليها ، وقلنا نهبأ ، وبعد كدة إنضم للأهالى عساكر أمن مركزى وبقى المتظاهرين محاصرين مابين الشرطة العسكرية والأهالى والأمن المركزى وللأمانة الشباب أدو كويس جدا مقارنة بالحصار ده والإصابات كانت كتير جدا جدا
ثانيا :
أنا النهاردة فضلت الأول مذهول من اللى بيحصل لأن ده اللى توقعناه إمبارح بس مكنتش متخيله بالشكل ده ، وقرفت ومكنش ليا نفس أعمل شئ ، لغاية ما ست صرخت فينا وقالتلنا نضرب وننضم للناس ، وفعلا روحنا وضربنا ،
فى ملحوظة : أغلب النشطاء والأفراد التابعين لحركات كلهم كانو ورا سايبين الضرب وأعدين ع الرصيف ، ومحدش منهم دخل يضرب نهائيا ، الرجالة اللى كانت بتضرب هى العيال الشبيحة اللى كانت معانا من الميدان وكام واحد سلفى على كام فرد أولتراس ومستقلين ،
ملحوظة أوسخ : أن أغلب الإصابات كانت لأطفال يترواح سنهم مابين 11 ل 17 سنة وكانو كتير جدا
ثالثا :
اللى كانو بيضربونا دول الأهالى مش بلطجية ، ولو تواجد بلطجية كان عددهم قليل جدا ، كل المناطق الشعبية كل واحد مع شوال أسلحة ، مش دليل أنه بلطجى يعنى ، دول أهالى العباسية اللى خرجو يدافعو عن منطقتهم لما الجيش نشر الإشاعات فى المنطقة الصبح أن بتوع التحرير جايين يضربو الأهالى بتوع إمبارح ، والموقف ده كان متقع فى أى حتة شعبية
رابعا : المنيكة :
الجيش إبن وسخة ، والناس بنت وسخة مغيبة ، لكن لما تعمل حاجة غلط وتكررها تانى بنفس الظروف وتتوقع النجاح يبقى أنت اللى غبى ، ولما تبقى مسئول عن ناس وتاخد قرار معين فيه توجيه للناس ، ولما تحصل العركة تهبأ وتقف بعيد تبقى أنت عرص كبير
إمبارح أنا وجيجى إبراهيم ورشا عزب كنا رافضين حكاية المسيرات دى تماما وكنا بنقول ياريتها عند المجلس ع طول ، أولا لأنك هتفشخ الناس مشى ، ثانيا أنها هتبقى مترتبة والجيش هيسخن الأهالى لأنك رحتلهم إمبارح ، فلو حصل هتبقى خناقات ومش هنوصل للمجلس العسكرى ، لكن الأخ المعرص "اللى معرفش إسمه لكن من كلامه أنه كان متفق مع كذا حركة ومصر أوى ع المسيرة " ، أصر أنهى تبقى مسيرات وأعد يقولك رمزية المسيرة وأحية الثورة ، بدون أى حسابات للى يحصل أو دراسات لخريطة المكان ، أو التفكير فى أن أهل المنطقة متأهبين أساسا وخاصة بعد بيان التسليم بتاع إمبارح ،،وللإسف حصل اللى إتوقعناه بسبب شوية حركات متناكة بتاخد قرارات بدون التنسيق مع حد ، وتقود الناس وخلاص وساعة الجد تعمل عيشة .. التهاون فى الخطوة الغبية دى مينفعش ، لأن طبيعى أنك متثقش فى الجيش ولا فى الناس اللى ضربتك إمبارح ،، الجيش حاصرنا والأهالى ضربتنا والأمن المركزى كان معاهم وكل حاجة .. بس إحنا اللى سلمنا نفسنا
أخيرا
 .. إحنا دلوقتى دلوقتى ضد المجلس والشرطة والشعب اللى كاره دين أبونا .. شوية تنظيم بقى وإتحاد ونفكر فى خطواتنا التصعيدية الجاية و بلاش سياسة الصوت العالى المتخلفة دى .. لأن هى السبب فى كل اللى حصل ده
الحرية لعمرو غربية وكل اللى إتاخدو

الأربعاء، 20 يوليو 2011

بلطـجية الميـــــــ،ــــــدان لازم يتصلبو

المشهد الأول
اشرب معايا ؟
لاء ياعم مبطل
تمام ، هو إيه أخر الأخبار فى التحرير ؟ "يسحب نفسا عميقا من الخابور ويغطى الكوب بالمحفظة ، معلنا عن بدء إنصاته "
تمام ، مكملين ، مبارك بيتعولق ومحدش حاسس بيهم والناس مش هتسيب حقها
بتشرب لوحدك يابن الوسخة ؟ "قالها جارنا التالت لصديقى  وأخرج سنجة من بنطاله وقال : أغزك دلوقتى ؟
متحورش يا كسمك منت لسة مأربع خابور لوحدك ، ويخرج "إليكتريك " ، هأفرمتلك صواميل مخك "مهوشا إياه"  والا أنت عايز ت.... يقطع كلامه صفير فرامل سيارة مسرعة تفاجئت بعمود النخلة الذى يقطع الشارع
فيهرع صديقى نحوها وفى يده الكوب والإليكتريك ويصرخ فى السائق : أنزل يا حبيبى مهى مش تكية
أنت بتكلم كدة ليه ؟ وإيه اللى سادد الشارع كدة ؟ رد السائق مستبينا الموقف بقوة ناعمة
إيه اللى موقف الشارع ؟ معلش هنبقى نعملك المرة الجاية لجان شعبية فى الهواء خخخخخخ رد متهكما ، ونظر للسائق فلمح نظرة ضيق والقلق ، فقال : أنزل ياعم من غير لوكلوك كتير عشان نفتش العربية الجميلة دى
تفتش العربية الجميلة ؟ لاء مش هتتفتش .. رد السائق مدافعا عن شرفه
عليا الحرام من دينى لتتفتش ، هتنزل والا أنزلك أنا ؟ ولكم بيده ع رفرف العربية الجميلة مشوها إياها
نزل السائق رغما عنه ، فتجمع حوله مفتشو اللجان ، وقامو بتفتيش العربية خلال نصف ساعة .. كان خلالها تم تفتيش السائق ورؤية جميع ما تحوى ملابسه من نقود أو كروت ... وتقدم أحدهم ب "زعتر" وظل يشمشم فى بنطال الرجل ، ويسحبه صاحبه فى حنان من جنزيره ،
"كفاية يا زعتر ، باين عليه محترم "
بعد إنتهاء رجلة التفتيش ، سأل السائق : خلاص ، خلصتو التشريفة ، رد جارى : معلش يا عسلية بس أنت عارف حال البلد ولازم أطمن على أهل بيتى وأهل جيرانى .. وحاجتك زى مهى .. ونظر لأطفال الشارع : أفتحله الطريق يابنى
نظر السائق لصديقى نظرة غضب ، وركب سيارته وغادر فى صمت
شفت عين أمك ؟ أهو الخابور مات يابن الوسخة .. محدثا صديقنا الثالث ، الذى رد : مهو اللى ماسكه علق ..
متلوكش أنا دماغى سايحة ، إعملنا واحد جديد ، بس روح أدى الفرش ده ل"برشامة" الأول عشان محتاجه ضرورى
وتلفت إلى : ها .. كمل يا كبير ، قلتلى أخبار التحرير إيه ؟
المشهد الثانى
هو إحنا كدة مش جايين بدرى ؟ الساعة عشرة ولسة المتش الساعة 8
يابنى عندنا شغل كتير ، والا هندخل مع اللملمة ؟
عندك حق ، المرة اللى فاتتت رو .... ، يقطع حديثه صياخ مشاجرة
هتجيب التذاكر يالا والا تتتعور ؟؟
ياجدعان ده رزقى ، حرام عليكو والإ عشان أنا لوحدى
لوحدك أو معاك بلدك كلها ، جاى تبيع تذاكر سوق سودة لينا يالا ، أنت إتجننت ؟
ياجدعان مقصدش ، أنتو على  راسى وربنا المعبود ، طب بص سيبنى ومش هبيعهم هنا خلاص
اسيبك ، طب يلا ياعرص مفيش تذاكر
يا إبن عمى ، يا إبن عمى ، أبوس إيدك دول عشر تلاف جنيه ، .. هرول خلفه والدموع فى عينيه
 روح بلغ عنى ، الظابط هناك أهو
يابا أنا مش بتاع الحكومة ، أنا معاكو ... لاء لاء .... لاء وحياة أمك .. إنهار فور رؤيته توزيع تذاكره على الأفراد بلا مقابل من صديقهم
ثم ظل يبكى وذهب بضع أفراد لمواساته ، فقام وذهب إلى المقدم
باشا
نعم
مش حضرتك اللى مسئول عن تأمين تأمين المتش
لاء
طيب مش حضرتك ظابط وخلاص
أنت عبيط يالا ، عايز إيه ؟
الواد اللى هناك ده هو وأصحابه سرقو منى ألف تذكرة دافع فيهم الشئ الفلانى
ألف تذكرة !! وكنت هتبيعهم بكام دول ؟
ياباشا مهم راحو أهم
عايز  إيه طيب دلوقتى ؟
عايزك تجيبلى التذاكر
هاهاهاها ، أنتو مش مبتحبوش الداخلية وإيد واحدة وثورة ، خلاص إتعاملو مع بعضيكو
ياباشا بس ده سرقنى وظلمنى
ده أخوك ، متقولش كدة
أنت بتتريق عليا يا باشا ؟
متلم نفسك يالا ، ولو ممشتش هقبض عليك بتهمة الإتجار فى السوق السودة
ليه ياباشا ده أنا زى عيالك
عيالى مش مخربين ولا حرامية وغور من وشى يا إما هسلمك ليهم وأقولهم أنك بتشتكيهم
ماشى ياباشا .. ياباشا .. ونظرة إليهم نظرة حزينة وظل يبكى على الرصيف
المشهد الثالث
بطاقتك لو سمحت
مفيش
طب إستنى هتتفتش
لاء محدش هيفتشنى ، أنا مش حرامى
ياعم حد قالك حاجة ، إحنا بنحافظ على أمن الميدان
ياعم أنا هنا من 25
يانجم موافق تتتفتش هتخش ، مش موافق مش هتخش
وتدور معركة كلامية قبل أن يقتنع الزائر بالتفتيش
ويفتشه قائد اللجنة بسرعة وهو ينظر إليه وكأنه سيمنحه النعمة الخالدة بالدخول لميدان الحرية ويشير له بالدخول يقول : إتفضل
وكان لازمتها إيه من الأول ، قلتلك أنا من يوم 25 هنا
ويدخل هو وصديقته
معلش يا غالى ، دى التعليمات ، ويلطم بيده ع اليد الأخرى ويقول لنائبه : عالم بنت أحبة ، مش كفاية طالع دين أبونا لله والوطن وطول اليوم واقفين الوقفة السودة دى ، وهو جايب الموزة يتفرجو على ميدان التحرير فى المغربية ، طب تراهنى أنه أول مرة يخش الميدان ، الأشكال دى أنا عارفها كويس ويستمر فى نقد زوار الميدان ، قبل أن يعود الزائر وحوله قرابة المائة فرد ، ويعدو نحوهم ضعفهم فى صياح رهيب ، فيقول فى إيه تانى ؟
فيرد زميل اللجنة : البلطجى ده معاه مطوة ، أنت اللى فتشته ؟
فيندهش من الصدمة  كون الزائر ضحك عليه ، وينزل بيده ع وجهة فى لطمة عنيفة ، قائلا : أه بس مكنتش أعرف أنه بلطجى أبن وسخة ، ويتنافس هو ونوابه فى ضربه ، قبل أن يقول أحدهم : إحنا نسلمه للداخلية ، فيرد أحدهم هيسوه مش بعيد يكونو هما اللى باعتينه ولاد الكلب وييلحقها بلكمة فى بطن الزائر ، فيقترح أحدهم : إحنا نسلمه للشرطة العسكرية ، فتصرخ إحداهن ، لاء أحكام عسكرية لمدنيين لاء ، فيرد أخر : يا مُدام سيبنا نتصرف مع الأشكال الوسخة دى ،، ممم الواد ده يتصلب ، فيؤيد المتجمعين الحكم الصادر ، فتصرخ هى لاء مينفعش ، حرام ، فيرد أخر : وهو  لما يشرخ المطوة دى فى جمبك لمؤاخذة مش يبقى حرام  برضه، فيرد أحدهم بوجه عابس ، ويزين أذنه بسماعة بلوتوث ، وخالعا نظارته السوداء كاشفا عن غضبه : هو يتصلب ، أنا قلت يتصلب يبقى يتصلب ، فترد ذاتها : وحضرتك مين ؟
أنا قائد مجلس قيادة الثورة
ده إيه ده ؟ ومجلس قيادة إيه ؟
إحنا عملنا مجلس قيادة الثورة ، وخدنا القرار بديمقراطية والناس وافقت ، يلطجية الميدان لازم يتصلبو ، يتصلب والا لاء ياجدعان ؟ فيرد الجمع ، يتصلب ياريس
فتصرخ هى حرام عليكو ، ده بنى آدم ، حرام ، قبل أن يضيع صوتها فى البكاء عليه بعدما تخاذل صديقها الناشط برده : بلطجى وجاى يعور حد فينا ، يطلع دين أمه ، حقوق الإنسان دى للناس المحترمة ، لكن ده من الفلول اللى مقصود تعمل قلق وتشوه منظرنا ، قبل أن توبخه وتذهب لتشعر بأنها أضعف من فى الكون وهى تراه مصلوب على أحد الأشجار
إن نظام مبارك الفاشى تدرج فى بنائه على ثلاث دعائم :
1.السلطوية الغبية القمعية المفرطة
2. المعارضة الضعيفة القليلة
3. صمت الأغلبية
إن مبارك كان فاسدا غبيا لا يعبأ بهموم شعبه ، ولكن الشعب الذى ثار هو ذاته الشعب الذى صمت ثلاثون عام فى خمود تام الإ ما رحم ربى ، بل أن الشعب بصمته وتخاذله هو من هيأ لمبارك مساحة الطغيان الرهيبة المحفورة فى جبين الوطن ، إن لغباء مبارك دور كبير فى توحيد كافة التيارات والطبقات والأفكار والأيدولوجيات ضده ، فتعاون الصالح والطالح من أبناء الوطن ليسقطوه ، أن الثورة على الطغيان لا تنتهى بإسقاط نظام مبارك ، ولكنها بداية لإسقاط الطغيان المتملك فى نفوس الشعب جراء الحقبة العسكرية كاملة ، فى كل منا عيب مستأصل من مبارك ، إن لم نتطهر منها بقيت فى جبيننا إلى الأبد ، والتطهير دون وعى هو تخريب ، الوعى هنا لا يقتصر على طبقة بعينها أو لصالح تيار أو إتجاه بعينه ، فلقد عشنا فى حشد أصم ، مختلفين دون تعبير ، وهو مايؤدى إلى الصدمة حاليا ، أن الفقير والغنى والوسطى والليبرالى والعلمانى واليسارى والإخوانى والسلفى ، عاش كل منهم فى عزلته لا يتحدث إلى الأخر ، ثم فوجئو بأنهم فى ثورة ، فتعاونو لإسقاط الغول ، ومن ثم إتجهو لإسقاط بعضهم البعض ، إن الوعى المطلوب أولا هو أن يفهم المواطن أبناء وطنه ، ثم يبدأ فى التحاور والبحث عن طريقة للتفاهم ، إستمرار العزلة يدعم السلبية فى المجتمع ومن ثم نبنى مبارك جديدا بأيدينا ، إن العوامل المشتركة فى المشاهد السابقة : البلطجة ، والسلبية ، هاتين الصفتين : جزء أساسى ومتعارض فى تصرفات الشعب كاملا ، فالبلطجة لا تفتصر على التهديد بالسلاح ، ولا السلبية تقتصر على الصمت ، أننا عانينا طويلا جراء إستفحالهم فى جسد الوطن ، ونحن الذى يجب علينا أن نطهرهم مع من نختلف معهم .. ليس عن طريق الإملاء الصواب والخطأ ، وكدة كخة ، وكأننا منزلين ، بل بالتحاور والنقاش المبنى على حشد قوى يكفل  النقاش وعرض وجهة نظرى كما أريدها ، لا أن أذهب وحدى للسلفيين وأقنعهم بتخلفهم !!
إن الأمثلة المذكور وغيرها ، ليس علاجها التخلى عنها أو نبذها ، لكن الحل يتمثل فى الإقتراب منها بشدة  ومن ثم نكون قادرين ع التحاور والمواجهة .. أن الثورة لا تعنى الصوت العالى ولا تعنى البلطجة ولا الإنفلات الأمنى ، إنها ثورة عدالة وكرامة وحقوق مغتصبة ... إلخ ،، كل هذا نعلمه ، ولكن مالا يعلمه البعض ، بأن مثلما تلك المبادئ نؤمن بها ، هناك على أرض هذا الوطن مواطنون لهم الحق فى الحياة ثلنا تماما ، يؤمنون بأن القوة هى الغالبة ، وأن السلاح مادام للدفاع عن النفس فيجوز حمله ، بل أن الإنفلات علاجه فى حمل السلاح ، وكل بحق ربنا ، اللى يجى عليا أفشخه ، وبيع السلاح والمخدرات فى الشارع حرية ، وأن الثورة ضد مبارك والفاسدين فقط
مبادئ مختلفة تربى عليها وآمن بها كل فصيل ، وإختلطت الأوراق بينهم ، وباعدت العزلة أكثر وأكثر ، لابد من مواجهة العيوب ، فنحن لسنا أفضل وأطيب شعب ولا بلدنا أحسن بلد ولا النيل هبتها وحدها ، نحن وطن ملئ بالأمراض فى كل الطبقات والفئات ، ثورنا ولكننا لم نتطهر  و نعي بعد .. وإن كنا نريدها ثورة بحق علينا أن نقترب ونشارك لا أن نبتعد وننزوى فى ركن مظلم
إن مواجهة النفس البشرية  حرب شرسة تتعدى فى شراستها إسقاط النظم ، حرب لا تحتمل التخاذل والسلبية ، ولابد من أن نخوضها فى خطوط موازية لحربنا ضد العسكر ، حتى نتطهر جميعا من أحكامنا المغلوطة ، لا أطمح فى اليوتوبيا ولكن أسعى أن  تزول الحيرة والإستغراب ومن ثم الإنعزال ، فتزول الحواجز بالتالى ، فنكون أكثر دقة فى رؤيتنا وأحكامنا .. إن صمام أمان الوطن يتمثل فى وعى أبنائه بأنفسهم قبل أن نسعى لرئيس عادل ومؤسسات تخدمنا لا تتكبر علينا .. المواجهة هى الحل
يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حسنى مبارك