السبت، 8 أكتوبر 2011

كل الطرق تؤدى إلى .. "العباسية "


بادئ ذى بدء .. إن الشعب المصرى خدم بلده طيلة 7000 سنة حربا وسلاما .. فيضانا وجفافا .. تحمل مصائبها وصنع إنتصارته وحده .. ويحز فى نفسه أن يزايد عليه بنى وطنه بخدمته .. وأن التاريخ لن يكتب فهو واضح للجميع ،، فغير مقبول أن يزايد عليه مبارك أو طنطاوى أو غيرهم بخدمتهم للبلد سواء 30 أو 40 عام .. فلا لذاكرة السمكة التى تحصر تاريخ الشعب المصرى ومصر منذ بداية إنقلاب 1952 فقط تلك الحقبة العسكرية المستبدة بكل عقودها التى أدت فى نهايتها لوضعنا الحالى .

.. فى حالتنا الراهنة نجد أن الثورة التى ظننا أنها نجحت .. قد فرغت تماما من مضمونها ومطالبها التى كان يجب أن تقتنص لا تطالب بها .. فالمتابع العادى والبسيط للمشهد السياسى يرى بأم عينه .. إغتيال الثورة عن طريق المجلس العسكرى على مرأى ومسمع المواطنين الشرفاء "كنبا وثوارا" .. فمن المفارقات أنه فى أقل من 8 أشهر ع الثورة .. يظهر أعضاء الحزب الحاكم المنحل يهددون ويتوعدون بقطع الطريق ونشر الفوضى فى حالة صدور قرار يوجب بعزلهم عن العمل السياسى .. فى الوقت الذى حوكم أكثر من 12 ألف مصرى عسكريا ومازالت " الحسابة بتحسب" .. وضع مخزى للثوار قبل المجلس .. فالمجلس عون مبارك من الطبيعى أن يفعل ذات أفعال مبارك سواء بإعتقال المصريين أو بقتل المتظاهرين أو بإقامة إحتفالات فى ذكرى أكتوبر تتكلف 12 مليون جنيه فى الوقت الذى "يولول" أعضائه على عجلة الإنتاج المعطلة وقرب إفلاس مصر بسبب التظاهرات والمطالب الفئوية .. صدق صديقى فإن "فئوية" هى إحدى معارفهم .

.. ليس المثير فى الأمر تصرفات وجرائم المجلس العسكرى ولا حتى حزب الكنبة ولا حتى ماسبيرو الذى يكرس كل جهوده للقيام بإغتيال الثورة .. أو حتى براعة الإعلام الرياضى "صاحب أكبر نسبة مشاهدة فى البيت المصرى" فى منافقة المجلس وسياساته متمثلا فى مدحت شلبى  .. فيطالب هو وضيوفه الشرفاء بنسيان الماضى وفتح عهد جديد مع الداخلية بكل بجاحة فى الوقت التى مازالت جرائمهم نافذة فى حق المصريون .. ليس هذا فحسب فلقد قام بإذاعة حلقة عن مصابى وشهداء الثورة و"شحاتة" التعويضات من رجال الأعمال .. ومطالبة المصابين بتخفيف الهموم على الحكومة العاجزة عن معالجة وتقدير مصابى وشهداء الثورة " فى ذات اللحظة كانت حلقة للإعلامى يسرى فودة يتحدث فيها عن شهداء وأبطال حرب أكتوبر الذى أهملهم قاداتهم حتى قال أحدهم ع الهواء " أنا بمد إيدى عشان أجهز بنتى العروسة " قاسية تلك البلد لأن حكامها على مر العصور غير عادلين لا يقدرون أبطالها أيا كان الموقف حرب أو ثورة "،،، ناهيك عن محاربة شلبى للإضرابات العمالية التى تسجل فى تاريخ النضال الشعبى بحروف من نور .. والذى يبحث العامل من خلالها عن قوت يومه ليحيا إنسانيته فى سلام ، فضلا عن هجومه للأطباء والمعلمين وكرس كل حلقاته فى مهاجمة الفعل الثورى .. بالطبع ليست مفاجأة أو أنها لصدمة لتسقط عن "شلبوكا" ورقة التوت .. فشلبى باع التوت وورقه منذ زمن بعيد .. لا أنسى ذات التطوع الوطنى عندما كان المصريون يقتلون فى ميدان التحرير وكان يستضيف "عبد الباسط حمودة" و "مصطفى كامل" ليهاجمو معا ثورة يناير .. ومن ثم يعود فيطالب بالنسيان .. لاء يا شلبلب .. مش ناسيين التحرير 

..عودة للإثارة .. حقيقة لا يثير مضجعى كل ذلك .. فالنبيح لن يتأثر بنزع الطوق .. المثير هو أمر الثوار الذين يتابعون كل ذلك الإغتيال للثورة وأحلامهم ويعتقدون بأن العسكر جدي فى تسليم السلطة لهم .. يحضرنى قول باولو كويلو فى رائعته "الخيميائى " : لا تتراجع عن أحلامك وخذ بالعلامات  .. إذن ماهى العلامات على تلك الرؤية الشاعرية ؟ هل تتمثل فى تحقيق مطالب الثورة ؟ أم بمحاكمة روؤس الفساد ؟ أم بالتعذيب فى السجون الحربية ؟ أم بشهادة المشير المزورة التى يعلم الجميع تزويرها ولكن يناقضون أبسط فروض المنطق ؟ ألم يصرح فى ذات الإحتفال بأنه رفض إطلاق النار ؟ والرفض أو القبول هو رد للطلب ؟ إن من صاحب الطلب فى حالة أن المخلوع الوطنى لم يطلب ولم يصدر ؟ هل الطلب من أنفسهم والرفض منهم أيضا ؟ وما سر ظهور ذلك المقطع فى ذلك الوقت تحديدا ؟ يبدو أنها لبراعة الإعلامى الشريف مصطفى بكرى .. الأسئلة تثور وتخمد فى التوصل لحل اللغز محير .. بالطبع سيغلق المحضر ويلفق الطلب لمجهول .. آكلى الجبنة الأوغاد .

.. حالة من التيه العارم يعتلى جبهة الثوار .. فبعد أن قام الثوار بإقصاء الأبطال حارقى الأقسام الذين ساهمو فى القضاء على قمع الداخلية وإرهابها فى بداية أيام الثورة قبل أن يعود كل منهم لأهله وزوجته .. وبعدما أقصو متهورى العباسية .. وتخلو عن مايكل نبيل المعتقل فى أول قضية رأى بعد الثورة .. هاهم يعتقدون بأن المجلس سيسلم السلطة عن طريق الإنتخابات .. فبادر البعض بأن يحب على تراب البيادة العسكرية ووقع بالفعل على موافقته على تأييد المجلس العسكرى ل 2013 من جانب واحد بشكل غير قانونى .. وبما أن العرفى مالوش رجلين ودائما الفضيحة نهايته .. فثار الثوار عليهم فتراجعو .. لكن أغلب من ثارو عليهم يؤيدون الإنتخابات التى إن تمت ستدفع بالعسكر لتسليم السلطة فى أواخر 2012 .. يالها من فزورة.

.. أن العسكر لا يسلمون السلطة للمواطنين الشرفاء "كنبا أوثوارا " .. فلن تجدى معهم مليونات من 6 ل 9 أو مظاهرات الشبكات الإجتماعية .. وأن الإنتقالى السلمى للسلطة لهو أمر حالم .. إن الإنتخابات فى حال إجرائها ستعطى للمجلس العسكرى شرعية البقاء فى ثوب ديمقراطى مزيف .. وستقضى بدورها على شرعية الشارع المغتصبة من الأساس .. وإن المشاركة فى تلك المهزلة لهو دقيق التشابه بينها وبين إنتخابات 2010 التى كان لها الدور الأكبر فى قيام الثورة المصرية .. حينما توهم الإخوان فى الأجواء الديمقراطية وحذرهم الكثيرون ثم فاقو على صدمتهم بالخسارة ثم الثورة .. وإن الأمل فى الثورة على العسكر جنب إلى جنب المشاركة فى الإنتخابات لهو إنتهازية سياسية بحتة لا تقبل النقاش 

.. أن المجلس العسكرى يعادى الثورة والثوار بكل وضوح كما كان مبارك يعادى شعبه وبالتالى فمن يبرأ مبارك لهو شريك أساسى فى العداء .. وبالتالى أيضا من يصمت عن تلك الشراكة لهو خائن للثورة أو مستسلم للخوف 
.. إذن فكيف نخرج من المطرقتين ؟

.. . الخروج الآمن للثورة : فى النصف الثانى من العقد الماضى بدأ عماد أديب الإعلامى الأقرب لمبارك ونظامه فى كتابة مشروع "الخروج الآمن لمبارك" ونشره فى كل وسائل الإعلام .. كان يهدف من خلاله فى أن يخرج المخلوع بأمان من الحكم خشية ثورة تطيح به ونظامه .. لم يعتد بمشروعه أحد خاصة فى ظل إزدياد طغيان مبارك وجيمى المنتظر وأعوانه. 
.. مشروعنا "الآمن" بالتالى يهدف فى خروج الثورة منتصرة .. ومادام العسكر متشبسون بالسلطة فالحل هو الثورة عليهم .. فالعسكر لن يتركو السلطة للمؤدبين .. الأقوياء فقط من يحكمون .. فمثلما تولى العسكر زمام الأمور بعد إنقلابهم .. فكان من المفترض أن تتولى الثورة المدنية الحكم .. وحتى تخرج من هذا المأزق علينا أن نتجه كثوار فى فىوضى منظمة قوية إلى الطريق الآمن : العباسية وماسبيرو وزارة الداخلية وكل بؤر الفساد التى تحارب الثورة والتى يحميها العسكر والتى هى من الأساس ملك لنا نحن الشعب صاحب الثورة وحده.

.. أننى لا أدعو لحرب أهلية .. أننى أدعو لإستكمال الثورة ونجاحها وتحقيق السلام الإجتماعى لمصر .. والسلام الإجتماعى لن يتحقق دون أن يأخذ فى طريقه الإطاحة بالمجلس العسكرى كاملا .. وإن كان مبارك لم يأمر طنطاوى بإطلاق النار ورحل فى هدوء .. بالتأكيد أن طنطاوى هو الأخر عندما يعلم بثورة الشعب على مجلسه سيرحل فى هدوء .. أما إن أمر بضرب النار فله مايريد ولتستكمل ثورتنا وتعبر فوق دمائنا فداء لها وليطاح بكل مستبد .. أعلم جيدا بأن الملايين يرفضون تلك الخطوة .. ولكننى على يقين أكثر بأن ذات الملايين كانو يرفضون الثورة على مبارك حتى لا تهتز مضاجعهم ويتعرضون للإنفلات الأمنى الحقير .. وإن كان المجلس ثورى حقا كما ترون فلماذا الخوف ؟ .. الثورة لا تعتمد فى نجاحها على إستفتاء أو تصويت .. طريق الثورة واضح وصريح .. وأى إلتفاف عليه من أى جهة لهو خيانة لها .

.. إن أقسى مافى الحياة هو خيانة الإنسان لضميره فتصبح أفكاره بعيدة كل البعد ، غير متسقة مع تصرفاته .. فإن كنا فعلا نؤمن بالثورة .. فثورتنا الأولى فشلت .. فلنكمل طريقنا ونقوم بثورتنا الثانية .. ولنزيح أعداء الثورة من على مسرح الأحداث .. فكل ما شاهدناه طيلة تلك المدة هى عروض مسفة خائبة نرفضها جملة وتفصيلا .. فليقوم الأحرار الأبطال بإسقاط الكومبارس .. فالثورة لا تطلب ولا تتوسل .. الثورة تأخذ وتقتنص .. خطأنا الأكبر أننا سلمنا الثورة لحارس ظن بنفسه حاكم لها .. نحن من قمنا بالثورة .. وسنحفظها .. لا نريد الصدام .. ولكن إن تحتم فى سبيل نيل الحرية وحق تقرير بالمصير .. فأهلا به .. فالحرية ليست سلعة .. ونحن مصممون على إقتناصها مهما كلفتنا .

يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حسنى مبارك