الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

من كان منكم "منشأة" فهو آمن

طالعنا المجلس العسكرى ببيان "74" على صفحات موقع التواصل الإجتماعى facebook ،، يؤكد فيه على سماحه بمليونية الجمعة 9سبتمبر ويحمل القوى الداعية لها مسئولية تأمينها ، وهو ما يعتبر تراجعا فى مواقفه من الثوار بعدما إحتل جنوده ميدان التحرير فى رمزية صارخة لمعاملة المجلس للثورة التى أزعجت مضجعه !

.. ليس المثير هو التحول ولا إتهام الثوار وتحريض المواطنين الشرفاء عليهم من خلال أن بعضهم سيحطم المنشآت العسكرية .. فهذا ما إعتادناه من المجلس وخاصة بعد موقعة العباسية التى ستبقى ملوثة بدماء الشهيد محمد محسن والمصابين .. جبين الروينى وخلفه كافة أعضاء المجلس بعد تحريضهم ونشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لمجرد المعارضة لسياستهم ،، المثير هو التنبيه على أن المساس بأى منشأة عسكرية هو تهديد للأمن الوطنى وأمن المواطن المصرى وبالتالى سيواجهه المجلس بكل صرامة وقوة .. مفهوم أيضا أن المجلس "لسة بيعرف" .. يواجه بصرامة وهو ما يطمئنا أنه مازال عتى بعدما قلقنا بشأنه بعدما غاب عن أحداث مقتل الجنود المصريين برصاص إسرائيلى على الحدود .. حمد لله على سلامتكم

.. ما أود إستبيانه عن أى مواطن وأى وطن تتحدثون ؟

.. عن المواطن الذى يعاقب على قيامه بثورة ؟ أم المواطن الذى يُسحل فى المحاكمات العسكرية ؟ أم المواطن الذى يعذب وتُنتهك آدميته وعرضه فى السجون العسكرية ؟ أم عن المواطنة التى تعرضت للكشف العذرى فى سجونكم ؟ أم عن المواطن الذى يعانى من "تناكة" رجال الشرطة وتركهم للبلطجية عابثون فى البلاد ؟ أم العامل الذى يسحل ويعذب لمجرد تظاهره للحصول على حقه ؟ أم عن أبو الشهيد الذى يقمع ويُسحل لحماية أبناء المخلوع ؟

.. الحقيقة أن المواطن المذكور أعلاه لن يتعرض للمخاطر حينما تهاجم منشأة عسكرية ،، فالمواطن لديه من المخاطر ما يكفيه ويشبعه حتى الثمالة ، فالمواطن تحت حكمكم يشعر بالخطر حينما يعبر عن رأيه ، ويفكر هل يكون مصيره كمايكل نبيل قابعا فى السجون الحربية مضربا عن الطعام والماء ومعرضا للموت فى أى لحظة دون أن رد منكم ، أم سيلقى مصير العادلى ومبارك وتتقدمه المواكب ويحييه الضباط فى محاكمته  وهل سيتمكن من الإشاره لأهله بعلامة النصر كأبناء المخلوع ؟

المواطن يشعر بالخطر عندما يلقى تخاذل الداخلية والبقاء على إنفلاتهم للإبقاء على الفوضى ومن ثم يصبح مجبورا على التظاهر المميت لأن ميدان التحرير محتل وغير مسموح بالتظاهر وتكدير أمن الصينية !

وإن تغلب على خوفه فيخشى أن يصطحب زوجته معه حتى لا تركل فى بطنها كما فعل جنودكم فى فض إعتصام 8 يوليو فى أول أيام رمضان ، أو يكشف على عذريتها كما حدث من جنودكم الأبرار ، وإن نزل وحده ستظل الهواجس تعبث به هل سيعود لبيته مرة أخرى  أم سيسُحل كما سُحل أهالى الشهداء ؟ أم سيعتقل ؟ وفى حالة إعتقاله ، هل سيكتفى رجالكم بسجنه أم سيكون التعذيب والعصيان هو مصير آدميته وعرضه ؟
وإن صرف الميادين عن وجهته ، وقرر أن يتظاهر للحصول على حقه فى عمله على أقل تقدير ، فيفاجأ برجالكم أيضا يسحلونه على الرغم أنه يطالب بحقه المشروع فى عمله رغم أنه لم يتوجه للميادين !! ماذا يفعل لينجو ؟ هل يقتل أخوته على الحدود ويكون ردكم تجاهه مسودة ؟

هذا المواطن بات رجالكم هم كابوسه الوحيد فى تلك البلاد ، سيطرتم ع تفكيره وكوابيسه وعرضتم أمنه للخطر وأحلامه للتشويه وفرحته لإنكسار .. هذا المواطن لا يعبأ بالمنشأة العسكرية ولكنه يعبأ بحقه فى الحلم والكرامة والحرية

أما عن الوطن المذكور فى حديثكم ، فمصركم ليست وطننا ، مصركم هى بلدة تحكمونها أنتم وقادتكم منذ 60 عاما وفعلتو بها مالم يفعل عدو فيها ، مصركم هى بلد البيروقراطية والنفاق والسلطوية القمعية والإعلام الموجه .. مصركم هى بلد الإهانة والمذلة والعار لمواطنيها .. مصركم هى بلد الحاكم وحده

أما مصرنا فهى بلد كل المصريين ومن أجلها نضحى ونقتنص حقوقها وحقوق رعاياها ، مصرنا بلد الحرية والثورة التى صنعناها وحدنا ولا لأحد فضل فيها سواء الشهداء والمصابين والداعين لها منذ سنوات والمشاركين فيها من مدنيين فقط .. مصرنا ملكنا نحن فقط ونسطر من أجلها تاريخ سيغير وجهة العالم كله رغم أى سلطة ورغم أى قوة .. سنصنعها كما نحلم ولا أمل لمن يعترض طريقنا سواء فى الموت

لو كان بأيدينا لتحولنا لمنشأت عسكرية حتى يحمينا المجلس ويواجه كل من  يعتدى علينا بقوة وصرامة ويحفظ هيبتنا كمنشأة لها إحترامها .. كنا سنجد مواطنين شرفاء يحموننا ويقتلون كل من تسول له نفسه فى التعرض لنا كما العباسية.. كنا سنجد إعلاميين ربات البيوت ينافقونا كمنشأة ويحذرو المتمردين من المساس بنا ويدافع عن حقوقنا وأن إهانتنا هى إهانة للوطن .. لكن طامتنا الكبرى أن الله خلقنا كائنات حية فى وطن يقدس المنشأت !!

فلتسقط مصركم .. وليسقط مجلسكم .. ولتسقط بلد المنشآت .. ولتعلو مصرنا بلد مواطنيها .. وليستمر ويشتد نضالنا فى طمس السلطوية المستبدة .. ولتبقى دمانا فداء لحريتنا ،، ولتبقى قضيتنا مرفوعة على أيادى الأحرار يواجهون كل من يعترضهم بصرامة وحسم .


نحن لا نريد الموت .. نطمع بأن نعيش حريتنا التى ناضلنا من أجلها ودفعنا الدم قربانا لها ،، ولكن أن تحتم علينا الموت فسنكون فى أوائل الصفوف .. من شاهد الموت بأعينه عدة مرات .. لا يهابه ، بل يعتاده ويألفه .. لن ننهزم .. سننتصر أو نموت .. وإن متنا .. ستبقى أفكارنا حية لا تموت .. تقود الثوار لحريتهم .. حينها فقط سنحيا أحرار .. حياة .. أو خلود

يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط يسقط حسنى مبارك